غالبًا ما ينسب القول إلى بلاوتوس، الكاتبالمسرحي الروماني من الحقبة اللاتينية، بأن المرء بحاجة إلى إنفاق المال لكسب المال. وعلى الرغم من الإشارة الأولى إلىذلك قبل أكثر من 2000 عام، إلا أن هذه الحقيقة ما تزال تنطبق على واقعنا اليومولسبب وجيه. فقد تواجهالشركات غير القادرة على تحرير رأس المال تحديًا في التعامل مع اقتصاديات وحداتهاأو زيادة نموها أو فتح أسواق جديدة.
حتى سنوات قليلة مضت، كانت خيارات التمويل محدودةً وتؤدي إلى انخفاض كبير في نسب الملكية في أغلبالأحيان، وخاصةً في هذه المنطقة. قد يؤدي تمويل الأسهم إلى خفض نسب الملكية للشركات التي تحتاج إلى جمع مبالغكبيرة من الأموال للتوسع. وأصبح التمويلمن خلال البنوك صعب جدًا في المنطقة بسبب طبيعة الشركات التقنية ذات الأرباحالسلبية أو مكلفًا للغاية بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
تشهد الشركات التي تقدم رأس مالعامل غير مضمون للأنشطة التجارية الإلكترونية ذات الإيرادات القابلة للتنبؤ زيادةًعلى مستوى العالم، ومن المتوقع أن ينمو القطاع بمعدل نمو سنوي مركب يزيد عن 60%خلال الفترة ما بين 2020 و2027، ويتجاوز 40 مليار دولار. والفرضية الأساسية هي أنالشركات الرقمية الأولى لم تعد بحاجة فقط إلى الاعتماد على رأس المال ذي نسبالملكية المتناقصة أو الخضوع إلى الشروط المتعسفة مثل الضمانات الشخصية من أجلتمويل نموها.
تقدم "إيراد"، وهي واحدةمن أحدث الشركات في محفظتنا الاستثمارية، حلولاً لمواجهة صعوبات التمويل الذي لايؤدي إلى خفض نسب الملكية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والشركات الرقمية في المنطقة. على الصعيد العالمي، يطبق نموذجالأعمال هذا بأشكال مختلفة من خلال شركات مثل بايب "Pipe" وكليركو"Clearco" اللتين توفران مصادر تمويل متنوعة للشركات عند جمع رأس المالبهدف تحقيق النمو.
يمكن اعتبار الحل الذي تقدمه"إيراد" على أنه شراكة، إذ تستند الشروط وخيارات السداد إلى توقعات نموالشركة. والحل عبارةعن هيكل رأسمالي أكثر تكيفًا من التمويل التقليدي، حيث تتكيف معدلات السداد مع مستوياتالأعمال، وترتفعالأسعار مع نمو الأعمال وتنخفض مع تباطئها. وهذه المرونة في السداد هي ما يجعل هذا النوع من التمويلمناسبًا للنمو.
وبالتالي فإن المشكلة واضحة، ونموذجالأعمال موثق. ومع ذلك، فإنقرارنا بالاستثمار في "إيراد" ينطوي على ما هو أكثر من ذلك.
التوقيت
تواجه "إيراد" العديد منالمعيقات الرقمية، بما في ذلك ظهور منافذ التجارة الإلكترونية وزيادة الأعمالالقائمة على البرمجيات كخدمة/الإيرادات التي يمكن التنبؤ بها في جميع أنحاءالمنطقة. وفي إطار تجدداهتمام الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مرحلة ما بعد جائحة كوروناباستخدام حلول البرمجيات، وإقبال المنطقة المتزايد على حلول التجارة الإلكترونية، فمنالمرجح ازدياد عدد الشركات الناشئة العاملة في هذه القطاعات.
أما الملاحظة الأخرى بشأن التوقيتفتتعلق بتوفر تقنية "واجهة برمجة التطبيقات" وعمليات الربط المتزايدةمؤخرًا في أنظمة تخطيط الموارد المؤسسية في الشركة والتي تجعل حلول"إيراد" متاحةً للعديد من الشركات. عندما تتقدم شركة بطلب للحصول على تمويل من"إيراد"، تعمل "إيراد" على الربط المباشر مع مجموعة الأدواتالتجارية للشركة (عن طريق واجهات برمجة التطبيقات) للوصول إلى بيانات المبيعاتالسابقة وغيرها من نقاط البيانات الأخرى، والتي يتم تحليلها في نموذج تصنيفالائتمان المبتكر من "إيراد" وتستخدم لاتخاذ قرارات تمويل فورية قائمةعلى البيانات. وتشملالمجموعة حلول المدفوعات وأنظمة الإعلانات وأنظمة المحاسبة والحسابات المصرفيةومنصات التجارة الإلكترونية وغيرها. كما تستخدم عمليات الربط المباشر هذه لأغراض السداد التلقائي، مما يجعل عمليةالتسوية أبسط بالنسبة للمستخدمين.
عمل قائم على المنتج.
كانت الرؤية الذاتية والرغبة في سد الفجوة في سوق التمويل البديل هي الحافز لفارسوسالم ويوسف وفرقهم التقنية. ولذلك فإن تطبيق الحل الذي ابتكروه مبني على ميزات المنتج التي تركز على التعاملمع التحديات التي يواجهها رواد الأعمال في المنطقة.
ويعزز قرارنا بالاستثمار في"إيراد" ثقتنا برؤية المؤسسين بعيدة المدى لتقديم مجموعة واسعة منالخدمات. يحل الطرحالخاص بهم مشكلةً أوسع من مشاكل التدفقات النقدية المباشرة التي غالبًا ما تواجههاالشركات الناشئة، إذ إنه يشملالتحليلات وإدارة السيولة والخزينة. كما أنه ينشئ فئة جديدةً من الأصول للمستثمرين ويمكّن الاستثمارات الخاصة فيالشركات.
كما يعتمد نموها على المنتجات التيتطرحها. ويؤدي تطورهاالمستمر في نهاية المطاف إلى تسريع دورة المبيعات وتحسين تجربة المستخدم وتعزيزكفاءة جذب العملاء (عن طريق التهيئة الذاتية والخدمة الذاتية).
إلى أي مدى يمكن أن يتطور هذا الحل
يمكن لـ"إيراد" على المدىالطويل استهداف جميع المنشآت الصغيرة والمتوسطة الرقمية والشركات الناشئة في مرحلةالنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (والتي يبلغ عددها حوالي 20 مليون نشاط تجاري محلّي) قادرةعلى توفير أرباح يمكن التنبؤ بها وتحقيق اقتصاديات إيجابية للوحدات الفردية. وأمامها فرصة كبيرة جدًا لأن تصبحمنصة الإدارة المالية الرائدة في هذا القطاع من السوق.
وبمجرد أن تقدم "إيراد"ما يكفي من التمويل لإثبات النموذج الذي تقدمه، ستكون الشركة في وضع فريد لإنشاءنوع جديد من فئات الأصول في المنطقة، مما يمكّن الاستثمارات الخاصة في فئة الأصولالتقنية في مرحلتها المبكرة. ومع استمرار التضخم وبيئة العائدات منخفضة السعر على الأسهم والسندات، سيحاولالمستثمرون الإقليميون تنويع استثماراتهم. إلا أن بناء الثقة يستغرق وقتًا بطبيعة الحال، إذ يعتبرسجل الأداء عاملاً مهمًا إلى جانب المقاييس التي تستخدمها "إيراد"لتقييم الجدارة الائتمانية للأعمال، وهو أمر يستغرق بناؤه بعض الوقت.
ومن المؤكد أننا نؤمن بقدرةالمؤسسين على تنفيذ ما سبق ذكره، وهو ما يمنحنا الثقة بالاستثمار في"إيراد" وفي الفريق.